المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

"مهرجان الإسكندرية" بين دورتيه 2012 و2015.. شاهدٌ على تحول الموقف المصري من الأزمة السورية

 
   
12:15


"مهرجان الإسكندرية" بين دورتيه 2012 و2015.. شاهدٌ على تحول الموقف المصري من الأزمة السورية
 

المكان هو نفسه المكان، والحدث هو ذات الحدث، حيث مهرجان الإسكندرية السينمائي، غير أن فارقًا زمنيًا قدره ثلاثة أعوام بين دورتي 2012 و2015 كان قادرًا على أن يُحول المواقف والاتجاهات، من دعم وتأييد مباشر عبر سلسلة الأفلام المعروضة للسوريين في انتفاضتهم ضد نظام بشار الأسد في مارس (آذار) 2011، إلى دعم للنظام ذاته في مهرجان العام 2015.. وما بين النقيضين تطورات سياسية قلبت الصورة رأسًا على عقب.

اتجاه مهرجان الإسكندرية السينمائي عبر الأفلام السورية المعروضة فيه والفنانين الذين تم تكريمهم، واختلاف ذلك الاتجاه عقب ثلاثة أعوام، يترجم الموقف السياسي للسلطات المصرية، ما بين عهد ما قبل عبد الفتاح السيسي وما تلا فوزه برئاسة مصر، حيث تغير واضح في الموقف المصري من الأزمة السورية، وإن كان ذلك التغير لا يتم الإفصح عنه صراحة، حيث تلتزم الدبلوماسية المصرية بـ "المواقف الرمادية" وسياسة مسك العصا من المنتصف وفق مراقبين.

مهرجان 2012.. دعمٌ لا محدود للسوريين

واعتبرت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي فى دورته الثامنة والعشرين برئاسة الدكتور وليد سيف في العام 2012، الانتفاضة السورية هي ضيف هذه الدورة، تماشيا مع شعارها "الكرامة الإنسانية" الذي نادت به الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) 2011، وتضامنا مع الشعب السوري الثائر الذي يتعرض للمذابح على مدي شهور طويلة لإنه يرفض إهانة كرامته ويصر على استمرار انتفاضته .

وفي إطار هذا التكريم، عرض المهرجان آنذاك مجموعة من الأفلام السورية التسجيلية التي تحكي تفاصيل الحراك السوري، منها "23 دقيقة تم تهريبها من حلب"، و"سوريا في جحيم القمع"، وأفلام أخرى عن مذابح حمص وحماة وإدلب ودير الزور ودرعا، إضافة إلي مجموعة من الأفلام الروائية التي تعبر عن وجهة نظر الفنانين السوريين الذين اتسموا بالشجاعة وأعلنوا عن تضامنهم مع الثورة السورية ورفضهم لممارسات النظام السوري .

وضمن برنامج "سينما الغضب"، عرض المهرجان الأفلام الروائية الطويلة "الليل الطويل" لحاتم علي، و"نجوم النهار" لأسامة محمد، و"أحلام مدينة" لمحمد ملص.

كما حضر وفد من الفنانين السوريين المشاركين و الداعمين للثورة ومنهم المخرجون أسامة محمد ونبيل المالح وواحة الراهب والكاتبان هيثم حقي وحكم البابا، والنجوم أصالة ويارا صبري وزينة حلاق ولويز عبد الكريم وأحمد ومحمد ملص وعبد الحكيم قطيفان وعابد فهد.

 ÙƒÙ…ا عرض لأول مرة فى مصر فيلم (التجلي الأخير لغيلان الدمشقي) تأليف وإخراج هيثم حقي، بطولة كندة علوش وفارس حلو وباسم ياخور.

أما المهرجان ذاته فى دورته رقم 29، والتي كانت تحمل شعار "نحو عالم أكثر حرية"، فقد اكتفى بتكريم الفنانين السوريين جمال سليمان وكندة علوش، واختفى تكريم الأعمال السورية في هذه الدورة.

مهرجان 2015.. شاهدٌ على تحول الموقف المصري

وانطلق  تحت شعار "السّينما وطن"ØŒ وتحت اسم "نور الشريف" مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط في دورته الـ 31ØŒ  وأسفرت نتائج مسابقة الفيلم الروائي الطويل عن فوز "بعد الحب" إخراج محمد نادر من مصر بجائزة العمل الأول بينما فاز جائزة الإبداع الفني فاز بها فيلم “سلم إلى دمشق” من سوريا إخراج محمد ملص.

وشاركت العديد من الأفلام السورية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في دورته الـ 31، بحضور عدد من الفنانين السوريين المشاركين في الأعمال الفنية المعروضة بالمهرجان، وغالبيتهم من مؤيدي النظام أو أصحاب المواقف الرمادية من الأزمة.

وفازت ثلاثة أفلام سورية في المهرجان، حيث حصدت عددًا من الجوائز، لاسيما أنه من بين 300 فيلم قدمها المهرجان، احتلت أفلام السوريين الصدارة من حيث العدد، كما كان حضور مجموعة من الفنانين السوريين لافتا للنظر، وسط جدل حول مواقفهم السياسية وتأييد بعضهم لنظام بشار الأسد.

ومن اللافت للنظر أن إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الأخيرة، اختارت روسيا ضيف شرف المهرجان لهذه الدورة. كما عرض المهرجان مجموعة من أحدث الأفلام الروسية وستضف أيضًا مجموعة من نجوم وصُنّاع هذه الأفلام، وإن كان دليلا على توطيد العلاقات المصرية الروسية في الفترة الأخيرة، فبعد أن كان المهرجان قد اختار الثورة السورية كضيف شرف للمهرجان قبل ثلاثة أعوام إلا أنه اختار فى هذه المرة روسيا – الدولة المؤيدة لنظام الأسد – ضيفا للشرف للمهرجان، ما يدل على تغير فى تعامل مصر مع الثورة السورية.

وفيما يُرجع نُقاد أن اختيار الأفلام والفنانين المشاركين وكذلك الدولة ضيف الشرف لا يخضع لأي معايير سياسية، حيث إن الفن يستعرض جميع وجهات النظر والمواقف بشكلٍ متوازن، رأى الكثيرون أنه لا يمكن انفصال التطور الحادث في الموقف المصري إزاء الأزمة السورية من موقف المهرجان، الذي ترجم ذلك الموقف السياسي بصورة واضحة، مؤكدين أن السينما في مصر لا تنفصل أبدًا عن التوجهات السياسية للدولة، ولطالما استخدمتها الدولة في الترويج لمواقفها وسياساتها.